أدرك المهتمون والباحثون والخبراء في علم الإدارة أن مدخل السمات غير قادر على إعطاء توصيف دقيق للقيادة الفعالة ، فاتجهوا نحو دراسة سلوك القادة وفق المدخل السلوكي ودراسة الأجواء الاجتماعية
والتي هدفت إلى معرفة تأثير الأنماط القيادية المختلفة على سلوك الفرد
ومن خلال توصل الباحثون إلى معرفة مزايا وعيوب كل نمط ،وذلك مما أدى إلى انقسام الباحثين إلى قسمين
قسم ينتمي إلى مدرسة الإدارة العلمية والقسم الاَخر إلى مدرسة العلاقات الإنسانية
وقام كل من بليك وموتون بتقديم نموذج الشبكة الإدارية التي حاولا المزج بين الطريقتين لتحقيق أكبر قدر وبتوازن للأهداف.
نظرية الشبكة الإدارية
- وظهرت هذه النظرية أول الستينات وبنيت على أبحاث ودراسات القيادة التي تم إجراؤها في جامعة أوهايو بالولايات المتحدة الامريكية منذ الأربعينات
- صنف بليك وموتون السلوك القيادي للمدراء في خمسة أنماط أساسية تعكس درجة اهتمام المدراء في بعدين أساسين
- درجة الاهتمام بـ (الأفراد)
- درجة الاهتمام (الإنتاج)
نموذج الشبكة الإدارية
يلاحظ أن البعد الأفقي لها يعبر عن بعد الاهتمام بالإنتاج، بينما البعد الرأسي عن بعد الاهتمام بالأفراد (العاملين)، كذلك يلاحظ تحديد كل من بليك وموتون لخمسة أنماط إدارية (1/1 9/1 1/9 5/5 9/9) يعبر كل منهم عن درجات مختلفة من الاهتمام بكل من البعدين، بحيث يعبر الرقم الأول (من اليسار) عن درجة الاهتمام التي توليها الإدارة للأفراد، بينما يعبر الرقم الثاني عن درجة اهتمامها بالإنتاج فمثلاً النمط (1/9) يعبر عن درجة منخفضة جداً للاهتمام بالإفراد (1) ودرجة مرتفعة جداً للاهتمام بالإنتاج (9).
القيادة المتساهلة
وهو نمط قيادي يقع على تقاطع (1-1)
- وهو أسلوب القائد المنسحب التسيبي، الذي يبدي اهتماماً منخفضاً بكل من الإنتاج والأفراد، ويتجنب الصراع بين الحاجة للعمل والحاجة لعلاقات طيبة، لذا فهو يبذل أقل جهد ممكن لإنجاز العمل المطلوب ولتهيئة درجة من رضا المرؤوسين، بالقدر الذي يبقيه في مركزه الوظيفي، كما يكتفي بكونه همزة وصل بين الإدارة ومرؤوسيه ويتجنب المشاكل ويدفن الابتكارات
- فالنتيجة المتوقعة لمثل أولئك القادة هي عدم تحقيقهم لأي أهداف إنتاجية وعدم تحقيق أي درجة معقولة من الرضا الوظيفي بين العاملين في وحداتهم التنظيمية وينعكس ذلك بطبيعة الحال على علاقات العمل حيث تسودها الصراعات والخلافات المستمرة.
القيادة الاجتماعية
- وهو نمط قيادي يقع على تقاطع (1-9) ويهتم هذا القائد بالعاملين بدرجة كبيرة مما يودي إلى خلق بيئة مليئة بالصداقة والاطمئنان، حيث يقوم بتكوين علاقات ودية مع مرؤوسيه ويهيئ مناخاً يسوده الأمان والراحة لإرضائهم، كما يتجنب إعطاء الأوامر لمرؤوسيه خوفاً من تلقي إجابات غير مرغوب فيه
- وفي المقابل لا يكاد القائد يهتم بالإنتاجية والمهام وهو نمط يرضي العاملين ولا يحقق أهداف المؤسسة
القيادة المتشددة
- وهو نمط قيادي يقع على تقاطع (9-1)
- وهو أسلوب القائد المهتم بالإنتاج، الذي يبدي اهتماماً عالياً بالإنتاج.
- والوسائل أكثر من الاهتمام بالمرؤوسين وبمشاعرهم، كما يستخدم أسلوب التهديد.
- والتلويح بالعقاب طلباً للامتثال من مرؤوسيه، ويراقبهم عن كثب ولا يسمح لهم بالمشاركة في اتخاذ القرارات مما يؤدي للإحباط وغياب الولاء التنظيمي.
- ويتكون هذا النمط عن قناعة من القائد والتي يجب على القائد تحقيق أهداف المنظمة قبل كل شيء.
القيادة المتأرجحة
- نمط قيادي يقع على بعدين (5-5): وهو أسلوب القائد الوسط أو قائد منتصف الطريق، لأنه يوجه اهتماماً متوسطا لكل من الإنتاج والأفراد، فالقائد يتجنب الصراع ويؤكد على مستويات أداء وعلاقات متوسطة لكنه يواجه حرجاً وصعوبة في إقامة التوازن بين هذين البعدين خاصة إذا واجه مشكة فسرعان ما يضحي بأحد البعدين لصالح الأخر.
القيادة الفعالة
- يقع هذا النمط على تقاطع (9-9)
- إن القادة الذين ينتمون إلى هذا النمط الإداري يولون عناية فائقة واهتمامـاً كبـيراً لكل من بعدي الإنتاج والعاملين، فمثلاً هؤلاء القادة يؤمنون بـأن العمـل الجماعـي يعـبر عن الركيزة الأساسية اللازمة لتحقيق الأهداف الإنتاجية الطموحة، وينبني ذلك على إيمـان عميق بأهمية العنصر البشري وإشباع الحاجـات الإنسـانية لـدى هـؤلاء، القـادة وبالتـالي يحققون مفاهيم المشاركة الفعالة للمرؤوسين في تحديد الأهداف واختيار أساليب التنفيذ والمتابعة اللازمة للأهداف المطلوب تحقيقها.
- وهو أسلوب القائد المثالي أو قائد الفريق، حيث يستطيع أن يحقق التوازن بين أعلى إنجاز للمهـام والأعمـال وقد توصل بليك وموتون إلى أن هذا النمط المثالي الذي يحقق الفعالية والكفاءة التي تقود إلى التفوق والابداع، كما أنه يسعى إلى إيجاد التكامل بين العاملين والعمل من خلال المشاركة والعمل الجماعي
وهناك نمطان مركبان أضيفا لاحقاً إلى الشبكة الإدارية
1-الإدارة الأبوية
2-الإدارة المختلطة
الإدارة الأبوية (9+9)
- يتكون هذا النمط من مزيج من النمطين (قيادة اجتماعية، قيادة متشددة)، ويرمـز
له (9+9) باستخدام إشـارة (+) لتمييـزه عـن إدارة الفريـق (9/9)، وفيـه يسـتخدم القائـد
الجانب اللين من (9/1) مـع الجانـب القـاسي مـن (1/9) معـاً، فتجمـع بـين نقيضـين هـما
الاهتمام بالأفراد على حسـاب الإنتـاج، والاهتمام بالإنتاج على حساب الأفراد فالقائـد هنـا
كالأب الذي يعطف على أولاده، ولكنه صارم معهم بحيث يأمرهم ويطلب منهم
فهو يعتبرهم أقل منه معرفة وإدراكاً للأمور.
الإدارة المختلطة
- تتكون هذه الإدارة مزيج من الأنماط الستة السابقة، حيث يستخدم القائد أحد الأنماط الستة أو مزيج منها، مما يناسب طبيعة المرؤوسين ويساعد القائد في الحصول على المنفعة الشخصية التي ربما يهدف إليها، ويمكن لهذا القائد أن يهدد المرؤوس أو يقـدم لـه منفعة شخصية بالمقابل أو يستغله ويضلله.
نقاط القوة للنظرية الشبكة الإدارية
نقاط القوة في مدخل الأسلوب: يقدم مدخل الأسلوب إسهامات إيجابية عديدة لفهمنا لعملية القيادة
- يمثل هذا المدخل تحولا كبيراً في التركيز العام للبحوث في مجال القيادة، وقد وسع مدخل الأسلوب من مجال البحوث حول القيادة لتشتمل على سلوكيات القادة.
- على مستوى المفهوم، أكد الباحثون في مدخل الأسلوب أن أسلوب القائد يتألف في الأساس من نوعين رئيسين من السلوك هما: السلوك المتعلق بالعمل والسلوك المتعلق بالعلاقات. ولا يمكن التقليل من أهمية هذه النتيجة.
- أثبتت الدراسات العديدة في أسلوب القيادة صحة ومصداقية الطروحات الرئيسة التي طرحها مدخل الأسلوب.
- إن مدخل الأسلوب استكشافي حيث يزودنا بخريطة باستخدامها في محاولاتنا لفهم تعقيدات الحياة صورية. واسعة جديرة.
نقاط الضعف للنظرية الشبكة الإدارية
- إن البحث في الأساليب لم يظهر بشكلٍ كافٍ للعلاقة بين الأساليب القيادية ونتائج الأداء
- فشل هذا المدخل في إيجاد أسلوب عام للقيادة يمكن أن يكون فعالاً في كل موقف تقريباً